إلى أين يذهب موتى الوطن
نموت مصادفة ..
ككلاب الطريق ..
و نجهل أسماء من يصنعون القرار
نموت ..
و لسنا نناقش كيف نموت؟
و أين نموت ؟
فيوما نموت بسيف اليمين ..
و يوما نموت بسيف اليسار ..
نموت من القهر
حربا و سلما ...
و لا نتذكر أوجه من قتلونا
و لا نتذكر أوجه من شيعونا
فلا فرق - في لحظة الموت-
بين المجوس ..
و بين التتار ..
بلاد..
تجيد كتابة شعر المراثي
و تمتد بين البكاء .. و بين البكاء
بلاد ..
جميع مدائنها كربلاء ...
بكعب الحذاء تدار ..
فلا من حكيم ..
و لا من نبي ..
و لا من كتاب ..
بلاد ..
بها الشعب يأخذ شكل الذباب !!
بلاد ....
بلاد يسيجها الخوف ,
حيث العروبة تغدو عقابا..
و حيث الدعارة تصبح طهرا
و حيث الهزيمة تغدو نصرا ..
مبادئ .. بالرطل مطروحة
على عربات الخضار ..
تكفل حرية الرأي.. تعرض كالفجل
في عربات الخضار .
بلاد ... بدون بلاد
فأين مكان القصيدة
بين الحصار , و بين الحصار ؟
فعل انتحار ..
بلاد ..
تحاول اشجارها
من اليأس
أن تتوسل تأشيرة للسفر ..
بلاد ..
تخاف على نفسها من قصيدة شعر ..
و من قمر الليل
حين يمشط شعر المساء ,
و تخشى على أمنها
و عيون النساء ..
بلاد..
تعد حقائبها للرحيل
و ليس هناك رصيف
إلى أين يذهب موتى الوطن ؟
و كل العقارات فيه
و يدلكون بزيت البنفسج صدر الرئيس ..
و ظهر الرئيس ..
و بطن الرئيس ..
و من يحملون إليه كؤوس اللبن ..
إلى أين يذهب ؟
و ما عندهم شقة للسكن !!!
و لو موتنا ..
كان من أجل أمر عظيم
كنا ذهبنا إلى موتنا ضاحكين
و لو موتنا كان من أجل وقفة عز
و تحرير أرض..
و تحرير شعب ..
سبقنا الجميع إلى جنة المؤمنين
و لكنهم .. قرروا أ ن نموت ..
ليبقى النظام ..
و أخوال النظام ..
و تبقى تماثيل مصنوعة من عجين !!!
يموت الملايين منا
و لا تتحرك في رأس قائدنا
شعرة واحدة ..
و لم أك أعرف أن الطغاة
يضيقون بالآلة الحاسبة ..
أحاول بالشعر ...
أن أستعيد مرايا النهار ,
و عشب الحقول ,
و ضوء النجوم ,
و أستنبت القمح من تحت هذا الدمار .
أحاول بالشعر ..
إنهاء عصر التخلف,
حتى أؤسس عصرا جديدا
من الورد و الجلنار ,
أحاول بالشعر ..
تفجير عصر
و تغيير كون ..
و إشعال نار ..
بحثت طويلا عن المتنبي
فلم أر من عزة النفس
إلا الغبار ..
بحثت عن الكبرياء طويلا
و لكنني لم أشاهد
بعصر المماليك
إلا الصغار.... الصغار ..
تعليقات
إرسال تعليق